القائمة الرئيسية

الصفحات

الدهشة سببًا للحياة - فيلم Soul

 "تلزمُنا الدهشة لكي لا نسأم الحياة"


- Soul (2020) by Pete Docter


بعد تجربته "Inside out" والتي كانت عن تقبل الحزن وعدم نبذه لأنه في الأخير جزء من تكويننا البشري ينبهنا المخرج بيت دوكتير إلى ضرورة تقبل الحياة هي أيضًا مهما كانت طبيعتها وأن السعي فيها ليس ضروريًا بقدر أهمية معايشتها...


ما ينادي به دوكتير في تجربته "روح" هو إبداء الدهشة تجاه كل شيء في واقعنا كما لو كانت المرة الأولى دائمًا، تلك الهبة يراها دوكتير كافية لأن تكون سببًا كافيًا لاستمرار المرء في حياته.. مِنحة أن تعيش وأن توجد.. 


جوي وبعد تحقيق حلمه الذي سعيّ إليه طوال عمره بأن يكوف عازفًا مشهورًا وجد أن غايته الكبرى أصبحت روتينًا يوميًا، وجد حينها أن الاعتياد يقتل أعظم أهدافنا سموًا... على الجانب الآخر كانت الملقبة بالرقم"٢٢" التي لم تعش أبدًا قد امتلكتها الدهشة المستمرة في كل مصادفة تُزَج بها مع الحياة وكانت "٢٢" قبلها دائمة السعي عن ما يمكن أن يولد عندها الرغبة في أن توجد.. 


إن محاولة "٢٢" الدائمة لإيجاد معنًا أو سببًا للحياة كان أكثر سببًا  لجعلها ساخطة على الحياة ولا تريد أن تكون بها لأنها دائمًا ماكانت تشعر أنها لا تستحق أن تعيش ولا يوجد بها ما يميزها عن غيرها..


في منتصف الفيلم تطلق الشخصية "٢٢" مصطلح 

"Jazzing"

فيرد عليها جوي بأنه لا وجود لمثل هذه الكلمة، إنما ما يوجد فقط هو ال "Jazz" كنوع من الموسيقى، تعكس ردة فعل جوي ضيق أفقه وانعدام بصيرته فهو قد لُقن أن الحياة عبارة عن مفاهيم وُجدت سلفًا وما من إمكانية لإيجاد مرادفات جديدة..

ولكن في النهاية يدرك جوي أن ال "Jazzing" يمكن أن يكون أسلوب لمعايشة الحياة، السير على أوتارها وقبول قوانينها كما لو كانت سُلمًا موسيقيًا نتأرجح على أنغامه ونواكبه مهما كانت أنغامه عَصية علينا..


يصور دوكتير العالم الداخلي لمن فقد للحياة معنًا كمكان تملؤه العتمة تهيم فيه الأرواح كما لو كانت ظلالًا مُطاردة فيه من قِبّل مشاعر الخيبة والخُسران وبالتالي فإنها تنغلق على ذاتها ويحيطها السواد حتى تفقد التواصل مع نفسها حتى..


ما يؤكد عليه دوكتير هنا هو الإبقاء على شعور الدهشة تجاه العالم، أن نكون أطفالًا يحركنا الفضول وأن الحياة لا تتجلى بالمعاني أو الأهداف العظيمة إنما الحياة نفسها وشعور أن نوجد هو الهدف الأسمى، الحياة نفسها هي الغاية والهبة الكبرى هي أن نُبصر أننا نعيش.




تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. الله يا حسن....أنا مشوفتش الفيلم بس بقيت عايزه اشوفه من كلامك

    ردحذف

إرسال تعليق