القائمة الرئيسية

الصفحات

 "متلازمة الهاراكيري والحب / ساموراي ميلفيل "


الهاراكيري هو فعل بيلجأ له الساموراي بعد الهزيمة وعدم تحمل مرارتها أو عند شعوره بالخزي والعار إيماناً منه بإن ده الطريق الوحيد للخلاص من سيطرة المشاعر دي عليه طوال حياته وبالتالي فالموت بيكون حل جذري وأخير والهاراكيري هو الانتحار بطقوس خاصة بتتمثل في كيفيتين وهما إما الساموراي يطعن نفسه بخنجر أو سيف وإما حد عزيز عليه يقوم بقطع رأسه وطبعاً تم تعريف وتقديم الهاراكيري بشكل مثالي بفيلم 

Harakiri 1962

للعظيم ماساكي كوبياشي.. 


في الزمن اللي بنعيشه حالياً معادش فيه وجود للساموراي لكن هل ده معناه الانتهاء التام لمبادئهم الراسخة؟ 


 

من المُتعارف عليه هو إن الساموراي نوعين 


النوع الأول هو شخص بيقاتل من أجل غاية شخصية سواء كانت اكتساب المجد أو معاداة الظلم أو لمتعة شخصية وإلى أخره 


النوع التاني هو ساموراي مبدأه هو القتال من أجل لقمة العيش وكسب المال...


ميلفيل في تحفته

 -Le Samouraï (1967)


بيقدم محاكاة للنوع التاني من الساموراي ولكنه الساموراي في العصر الحديث البعيد تماماً عن الأساطير وعن الأجواء اللي اتوجد فيها الساموراي من الأساس وبنشوف الساموراي في شكله المعاصر وهو القاتل المتسلسل.. 


معطف مكان الكيمونو، مسدس مش سيف، قبعة مش ربطة شعر أو خوذة... 


من المشهد الأول لظهور ساموراي ميلفيل بتتجلى حقيقته وعظمته كشخص شجاع متمسك تمسك تام بمبادئ وقوانين الساموراي وبيظهر ده لما بكل ببساطة وتلقائية بياخد المعطف بتاعه في كل مكان يروح له وحتى مركز الشرطة بعد ما عرفوا مواصفات القاتل وأهمها إنه بيرتدي معطف.. 


بيظهر خلال التجربة ومن خلال تدرج الأحداث إصرار الساموراي ده وعناده وحتى ممكن في بعض الأوقات تصنيفه إنه ينتمي للنوع الأول من الساموراي وبتتجلى مبادئه وقيمه لما بيظهر في مشهد بيرفض التحدث لقاتل آخر ممسك بمسدس ومشهد تاني وهو بيقول إنه بيمقت وبيرفض الخسارة..


قُرب النهاية بيكتشف إنه تم خداعه من قبل البنت اللي بيحبها  وإنها الخدعة الأكبر في حياته وفي اللحظة دي بيقرر اللجوء للهاراكيري لإنهاء حياته نظراً لتعرضه للخداع والخزي ولكن الهاراكيري في شكله المعاصر اختلف عن الأسطورة وبالتالي فهو بيروح لمصيره ونهايته المحتومة لمكان مليء بأعداءه ومصحوب بمسدس فارغ من الرصاص بيوجهه ليها وكأن دي تعزيته الأخيرة في الحياة وعلى دراية كاملة منه بتنتهي حياته وهو في استسلام تام لمصيرة رغبةً منه في الخلاص وبالتالي ف ميلفل قام بتوثيق علاقة غريبة ووطيدة بين الحب والهاراكيري وكأن الحب هو سبيل للموت في النهاية ولا ينفصل أبداً عن كونه مجرد استنزاف لشخصه وانتحار وأيضاً بيجزم ميلفيل بغلبة العاطفة على العقل والمبادئ ولكنها بشكل أو بأخر طريق للهلاك.




تعليقات