القائمة الرئيسية

الصفحات

 بمناسبة ذكرى ميلاد أحد أعذب وأرق مخرجي وشعراء السينما اليوناني ثيو أنجيلوبولوس حابب أتكلم عن سينماه بقدر المُستطاع..




عاصر أنجيلبولوس الحرب الأهلية اليونانية بالأضافة إن والده تم اعتقاله خلال الحرب وده جعل في أفلامه نزعة سياسة يمكن من الغريب إنها تظهر بأفلام من التيمة دي ولكن بتقديم ثيو لها لم يشوبها الجمود أو الملل على عكس معظم الأفلام السياسية.. ظهر ده بشكل طاغي ومباشر في أفلام زي 


Days of '36


اللي بيتكلم بشكل مباشر عن سجين في المعتقلات اليونانية واللي بتحاول السلطات قتله بشتى الطرق


وكمان بفيلم 

The Travelling Players 


اللي بيتكلم عن مجموعة من المؤديين دائمي الترحال وبلا مأوى أثناء الحرب العالمية الثانية 


  وطبعاً لا ننسى التجربة الاستثنائية بفيلمه 

Alexander the great


اللي بيتكلم عن مُخلص بينوي تخليص البلاد من البطش واللي في رأيي بيحاكي ظهور المسيح ورغبته في جلب السلام للأرض... 


دي التجارب اللي طغى فيها الجزء السياسي اللي نبع من ذاتية ثيو بشكل مباشر أما باقي أفلامه فظهر فيها الجزء ده بشكل أو بآخر ويمكن حتى بدون وعي من ثيو نفسه..


ثيو اتخذ نهج ال 

Slow cinema

كما تُسمى ويمكن ف الوقت ده كان قليل جداً اللي لجأوا للتيمة دي من التعبير أشهرهم طبعاً أندريه تاركوفسكي وسوهراب شاهيد


والحقيقة إني دايماً بشوف إن رغبة المخرج في تقديم شيء شاعري دايماً طريقها الوحيد هو الكيفية دي في التعبير لأنها بتدي مساحة أكثر حرية للمخرج للتعبير عن العالم الداخلي لشخصياته وتوضيح المفارقة بين العالم الداخلي ده وبين العالم الخارجي اللي بتعيشه الشخصية وطبعاً بيغلب على الأسلوب ده النزعة التأملية في الحياة وبتكون فرصة لكشف غموضها وجمالياتها البعيدة عن عيون الناظرين للقشور..


عوالم ثيو عوالم بيغلب عليها دايماً اللون الأزرق ويمكن هو فعلاً أدفأ الألوان لأن اللون الأزرق هو لون السحاب والبحر والموت وبالتالي فشخصيات ثيو بتسبح في عالم غارق في الحميمية والذكريات، بيلجأ ثيو في أفلامه لتوظيف عامل الضباب دايماً والضباب كما هو مُتعارف عليه إشارة لعدم الوضوح وبالتالي فشخصيات ثيو هي شخصيات هائمة وحالمة وعلتها جميعاً هي فقدان ذاتها وفي معظم الوقت بينتهي بها الحال ضائعة في الضباب ده...


 العُرس دائماً أو كما يبدو في ظاهره هو تعبير عن الفرحة وده الطبيعي ولكن العُرس في أفلام ثيو دائماً ما يشوبه طابع جنائزي والطابع الجنائزي ده بالطبع مُنافي لما يحمله العرس من سرور وبهجة وهنا بيصنع دايماً ثيو فلسفته الخاصة والمتفردة وهي إن كل شيء جميل مش بالضرورة يكون نابع من الفرح ولكن التعبير بحزن فيه شيء دائماً من العذوبة والرقة والجمال في أنقى صوره وأكثرها براءة..


كمان ثيو بيمجد الرقص وبيعتبره شعور للتحرر ولكنه أيضاً بيعبر عنه بشكل جنائزي أو حزين وكأنه بيرثي الموت الداخلي لشخصياته عن طريق الرقص ويمكن من أجمل المشاهد اللي شوفتها في أفلام ثيو هو مشهد المؤديين وهما بيقوموا بالترحال من بلد لبلد وبرغم عدم وجود مأوى لهم أو طعام أو أي شيء بيبدأوا يرقصوا ويغنوا والمشهد ده برغم بهجته إلا إنه بيحمل حزن دفين..   


ومش حابب أنسى الثنائية العظيمة ما بين ثيو و العازفة الاستثنائية Eleni Karaindrou اللي زادت أفلام ثيو جمالاً  وألماً.. 


فتحيتي ورثائي لأحد أعظم السينمائيين وأكثرهم عذوبة وحزناً.. 


 Theodoros Angelopoulos 

" April 27, 1935-  January 24, 2012"

تعليقات