القائمة الرئيسية

الصفحات

أكيرا كوراساوا بين البداية والنهاية

 


في بداياته يطرح مستر أكيرا كوراساوا رؤيته الخاصة لمنجز تولستوي "موت إيڤان إيليتش" في فيلمه  "Ikiru" عام 1952, وعلى نقيض عمل تولستوي الذي يستمر فيه صراخ البطل لثلاثة أيام تعبيرًا عن ندمه عن ما فاته من عمره، تنتهي الرواية بموت مخزي لصاحبها، هنا في فيلمه يعطي كوراساوا الفرصة لبطله في أن يعيش، وهنا تظهر نزعة كوراساوا الوجودية؛ الاحتفاء بالحياة برغم اليقين بحتمية الموت، ولذلك، وفي الأخير يغني بطل كورساوا أنشودة وداع في رثاء تلك الحياة، ليستسلم لمرضه ويموت برضى تام عن نفسه وهو على أرجوحة تحت المطر...


يعود كوراساوا في نهاية مسيرته الفنية، مع آخر عمل له وهو 

"Madadayo" 


عام 1993، أي قبل موته بحوالي خمس سنوات، لطرح عمل مشابه، عن رجل يخاف الشيخوخة والمرض، يخبره الطبيب باقتراب أجله، يكتئب الرجل وينزوي، ليقرر بعدها أن يحتفي بالحياة حتى آخر رمق له، يموت الطبيب ويعيش الرجل بعده دهرًا مستعجبًا تلك الحياة، مستمرًا في الاحتفاء بها...


لقد كان فيلم مادادايو هو أكثر تجربة ذاتية لمستر كوراساوا، فكان حينها في منتصف الثمانينات من عمره وبالطبع كانت لديه هواجس الموت، ولكن كوراساوا بقلب طفل صغير، وكما أنهى فيلمه الأول وهو في ريعان شبابه، في مشهد أخير للرجل الذي حان أجله وهو يتأرجح كالطفل ويغني، هنا ينهي فيلمه الأخير بالمثل؛ بحلم للعجوز يرى فيه طفلًا يلعب الغميضة، وينادي لرفاقه "لم يحن الوقت بعد" ليرى بعدها قوس قزح وسماءًا ساطعة..


وذلك تصور شاعري للموت لا يجزم بحتميته كما في فيلمه الأول،   وبالطبع فهي رؤية لعجوز امتلك قلب طفل محب للحياة...


موراكامي يقول 


‏"في داخل كل منا طفل يلعب الغميضة وحيدًا على أمل أن يعثر عليه أحد".




تعليقات