القائمة الرئيسية

الصفحات

عن فاوست - فيلم The devil لأندريه زولاوسكي

 


The devil (1972) / Andrzej Żuławski


Faust (1806 ) / Johann Wolfgang von Goethe


فاوست هو عمل أدبي ومسرحي للأديب الألماني جوته مستوحى من قصة أسطورية عن إنسان بيقوم ببيع روحه للشيطان مقابل امتلاك جميع ملذات الدنيا ولكن بعد امتلاكها والتمتع بيها بيقع في حب فتاة وده بيكون بداية تمرده على الشيطان وبالتالي نُشوب حرب بينه وبين الشيطان في النهاية..


فاوست ليها معالجات كتير سينمائية أشهرها الفيلم الألماني فاوست عام ١٩٢٦ للمخرج الألماني مورناو واللي قام بمحاكاة النص بشكل مباشر، وللي شاف مسلسل ونوس هيلاقيه معالجة درامية لفاوست وبيتلاقى معاها في نقط كتير مع شوية إضافات وطبعاً في الفكرة الرئيسية وهي الإتفاق بين الإنسان والشيطان..


أندريه زولاوسكي وهو مخرج بولندي ومن المهدور حقهم دائماً وأبداً بيقدم عام ٧٢ فيلم بعنوان الشيطان، الفيلم بيبدأ بتحرير يعقوب من السجن وهو شاب في منتصف عمره من قِبل راجل غريب، بعد حصول يعقوب على الحرية بيهيم في الأرض فساد بعد صدمته في الناس والمجتمع اللي حواليه.. 


الفيلم اتمنع في بولندا نظراً لأنهم شافوا إن زولاوسكي بيتحامل على بولندا أثناء إحتلال ولاية بروسيا لها عام 1793 وفيه عنف مفرط وغرابة زايدة عن الحد ده بوصف النقاد البولنديين له ولأفلام زولاوسكي عموماً.. 


بتجريد فيلم زولاوسكي من السياق التاريخي هنلاقيه معالجة مختلفة تماماً لفاوست وبالفعل تستحق الإشادة.. 


الخيط الرئيسي والحبكة اللي ارتكز عليها جوته في روايته هي فكرة المقايضة، فاوست يدي للشيطان روحه ويمتثل لأوامره وفي المقابل يملك كل متع الدنيا ولكنه فجأة بيقع في حب فتاة بتمثل البراءة والنقاء وبالتالي بيجد تعارض ما بين حبه للنقاء ومابين امتثاله لأوامر الشيطان فبيقرر الخروج عن طوعه وده تم محاكاته بنفس الشكل في الأعمال اللي تناولت النص.. 


زولاوسكي من خلال معالجته بيطرح تساؤل بسيط وهو هل لو مفيش عقد أو مقايضة مع فاوست من الأساس الإنسان هيكون خيّر؟


زولاوسكي خلال الفيلم بيجعل يعقوب يملك الإرادة الحرة، غير ممتثل لأوامر الشيطان وتدخل الشيطان بيكون لتخليص يعقوب من المشاكل الكبيرة ليس إلا زي تعرضه للقتل ومن ثم بيترك يعقوب يخوض رحلته وبالتالي فهو بيطرح معضلة بتتلخص في هل الإنسان فطرته الخير والشيطان هو اللي بيلوث الفطرة دي ولا الإنسان بطبيعته بيميل للشر ولو امتلك الحرية بدون أي نوع من القيود هيهيم في الأرض فساداً؟ 


في فاوست الغلبة بتكون للبراءة والنقاء ولكن عن طريق التدخل الإلهي، لكن هنا في عالم يملؤه الفوضوى الأخلاقية والعبث لا يوجد إله، فالصراع بيدور بين الإنسان والشيطان، وفي النهاية الغلبة بتكون للإنسان لكن يشوبها التضحية، وهي غلبة غير مكتملة لأنها مش غلبة للخير على حساب الشر، هي في الحقيقة غلبة الإنسان على الشر لكنها وفي نفس الوقت مكانتش إنتصار للخير وده بيجعل منها غلبة يشوبها الأنانية وانتصار للذات وده بحد ذاته انتصار للشر نفسه...


يعمل فيلم زولاوسكي على طول امتداده على تحقيق جملة نيتشه.


"إحذر وأنت تحارب الوحوش أن تصبح وحشاً مثلهم"




تعليقات