القائمة الرئيسية

الصفحات

عن نهاية فيلم Il posto وعقدة كافكا

 في نهاية فيلم   

Il posto 


بيعبر المخرج عن دايرة حياة الإنسان بشكل غير مباشر، بسيط لكنه عبقري..



المشهد بيبدأ بنظرة حسرة وعزاء تعلو وجه موظفين المكتب حزناً على زميلهم اللي توفى وترك مكانه، بعدها بيطلب رئيس المكتب من الشاب المنضم حديثاً الجلوس في مقدمة المكاتب، أحد الموظفين بيعبر عن امتعاضه وبيشتكي لزميله في غضب ومبرره إنه كان الأولى بالمكان ده ومر من الزمن 20 سنة وهو لسه في مكانه منتظر دوره وفي النهاية شاب صغير ياخد المكان بالسهولة دي؟

زميله بيتجادل معاه وبيقوله إنه هو كمان أولى بالمكان ده، بعدها بيقوم الموظف من مكانه وبيطالب بالمكتب اللي الشاب هَل بالجلوس عليه لإنه شايف إن ده حق مُكتسب له..


بيقوم الشاب من مكانه وفجأة بيلاقي كل موظف بيقوم من مكتبه وبيقعد على المكتب اللي قدامه والخيار الوحيد له بيكون المكتب الأخير، فبيقعد وهو بيصيبه الضيق في البداية ووجهه مليء بالحسرة وعينه بتتمعن في الماكينة اللي بتصدر صوت مزعج ومستمر لكنه بينصاع للحال في النهاية وبيشيح ببصره عن الماكينة مُنكباً برأسهِ في استسلام تام.. 


الأربع مكاتب في المشهد تُمثِل السلم الوظيفي اللي بيمر بيه الإنسان في حياته المهنية، حياته المهنية اللي بيفني عمره في سبيلها، الشاب وصل للحياة المهنية لكنه تخلى عن شغفه وتخلى عن حبه، وفجأة بيكتشف الصدمة الفاجعة من خلال رؤيته للموقف ككل مع صوت الماكينه اللي بيوحي بالروتين الممل، المزعج والقاتل، فبيدرك بإنه هيقضي عمره في دايرة المُخلص منها هو الموت لكنه بيلاقي نفسه مُجبر إنه يكمل الدايرة دي بما إنه بدأها، لوهلة في المشهد الأخير لاحظت التشابه الكبير أو التطابق مابين بطل الفيلم ومابين كافكا ويمكن لولا تشابه المشهد الأخير مع الفكرة اللي قامت عليها رواية المسخ مكنتش هفكر ل لحظة في الشبه بينهم وللأسف ده ضايقني لإني غفلت عن خيط زي ده من البداية كان ممكن يظهرلي أبعاد تانية للفيلم وخصوصاً إن في نفس الوقت الفيلم بيناقش كيفية إقحام شخص في شيء لابد يكمله ودي تتطابق مع فكرة رواية المحاكمة لكافكا وده يخلينا قصاد تجربة بتدور في عالم كامل خلقه كافكا ويجعل الفيلم عُرضه للمشاهدة أكتر من مره لتفكيكه واستيعابه  ..


ده بجانب فكرة إن كل شخص في دايرة الحياة المهنية بيفقد مشاعره الإنسانية مع مرور الوقت وبيصيبه الجمود وده تمثل في بداية المشهد لما الموظفين حزنوا على صديقهم لكن سرعان ما تناسوه وبدأوا يتنازعوا على مكانه غير آبهين بموته..  


 رغبات الإنسان وطموحه تمثلت في مكتب وده شيء في ظاهره يبدو ساذج ويدعو للضحك و لكنه كالعادة حزين..




تعليقات