القائمة الرئيسية

الصفحات

فيلم I will walk like a crazy horse وتمرد صارخ على الحداثة

 في خطبة يلقيها أحد الرأسماليين كتمهيد لدخول التلفاز الملون للبيوت وفوائده، يشعر "مارفل" القادم من الصحراء بالوِحشة، ما يصيب مارفل هو الصداع؛ صداع نابع من الكذب؛ كذب المؤسسات الكبرى، التسويق الوهمي والوعد بحياة أفضل، إن صداع مارفل هو شعور جوهري بالسئم من العالم الحديث بأكمله، فمارفل لا ينتمي لتلك الحياة؛ الحياة القادم منها "راي" المتهم بقتل والدته، راي يعاني من عقدة الأم، وراي هو انعكاس لعصر الحداثة في مقابل الحياة البدوية المتمثلة في مارفل، العقدة الفرويدية هي نقطة انطلاق في سينما "أرابال" وهي مرض العصر بطريقة ما، كما يظهر في الفيلم السابق لأرابال " Viva la Muerte" عام 1971، فالأم عنده هي تمثيل للسلطة، بالتالي فهي دوما متسلطة، عُصابية، مازوخية الجنسانية..


 في مشهد قرب منتصف الفيلم يبادر مارفل بسؤال راي : ماهي السعادة؟ 

لا يعرف راي الإجابة، لأن العالم الحديث لا يعترف بها، ليبادر بعدها مارفل ويبدأ باللعب مع راي، في تجسيد حقيقي لمفهوم السعادة المُفتقد..


راي ولأنه في النهاية تمثل لعصر الحداثة، فهو ناقم وحاسد لمارفل؛ لقدرته على التواصل مع الطبيعة والحيوانات، وفي أحد المشاهد يعرض عليه كل ما عنده من مجوهرات ونقود مقابل الحصول على سره، مارفل ببساطة لا يعرف السر، فالتواصل هو طبيعة مغروسة بداخله، وهي غير مُكتسبة..


ينتهي الفيلم بالتهام مارفل لراي، بناءًا على وصية راي، وعليه يصاب مارفل بالتسمم، مارفل الذي كان يأكل كل شيء بلا ألم ولآلاف السنين، بمجرد التهامه لراي يتسمم، وهي نتيجة بديهية لتغلغل الطبيعة الحداثية وتطفلها على الحياة البدائية، نهاية بديلة أخرى وهي حصول راي على الحرية، بتماهيه مع مارفل والطبيعة، وعليه ينتهي بالرقص، كشعور بالتحرر والجموح.


- I will walk like a crazy horse 1973 / Fernando Arrabal







تعليقات