القائمة الرئيسية

الصفحات

جيرترود ضحية الحب- كارل دراير

 "بإسم الحب ماتت جيرترود"


 جيرترود هي امرأة من الوهلة الأولى قد تبدو للبعض تجسيداً للمرأة الحديدية، جامدة التعببر، باردة المشاعر، نرجسية الطباع.. 


على مدار الحكاية تكشف جيرترود شيئاً فشيئاً عما بداخلها من ألام، معاناتها الدائمة مع الرجال، صراعها مع نفسها في ألا تفقد للحب معناً.. 


في بحث جيرترود الدائم عن الحب قد عانت الكثير ولكنها لم تدرك ما كانت تُساق إليه، في حلمها ترى رؤيا غريبة لإمرأةٍ تخشى شيئاً لا تعرفه، تهرب منه ولكن لا مفر من الوقوع فريسةً له، لكنها لا تتذكره..


ترى أمامها لوحة، تدعي معرفتها بل وتؤكد أنها تلك اللوحة هي من أتتها في كابوسها الأليم.. 


ربما لم تكُ تلك اللوحة هي من رأتها جيرترود في حلمها ولكن لاوعيها المريض قد جعلها ترى اللوحة إنعكاساً لحالها ومعاناتها الدائمة، ودائماً ما يرى الإنسان في الفن نفسه وما لا يدريه عن نفسه حتى..


امرأة  يحاصرها الذئاب، عارية وخائفة، متجردة من ملابسها كما كانت مشاعرها.. مُباحةً لكل من أتاها بإسم الحب منادياً وما كان الحب إلا جريمة راح ضحيتها كل من آمن به.. 


جيرترود قدست الحب، وهبت نفسها إليه لكنها لم تدرك أن تقديسها هذا قادها للظلام، ينتهي بها الأمر وحيدة، متهالكة وسط رسائلها القديمة وذكرياتها المهترءة، مغلقةً باب الحياة للمرةٍ الأخيرة ولكنها ورغم خيباتها لم تغلق أبداً للحب باب.


تعليقات