القائمة الرئيسية

الصفحات

عن سواق الأتوبيس لعاطف الطيب


 

" وإن المبادئ ليعلو بها أصحابها ومن بدونها لفي إثمٍ مُبين "

- سواق الأتوبيس( 1982) / عاطف الطيب 

في الصورة الحج سلطان، مُفلِس، بيعاني من العوز، بيتعلق في أي خيط للنجاة علشان يتخلص من ورطته وهي الضرايب اللي تراكمت على الورشة اللي قضى فيها عمره كله وفي حالة عدم سدادها الورشة هتتاخد من قِبل الحكومة.. اللي ع الشمال رجل غير شريف، إكتسب أمواله بطرق غير مشروعة والمتعارف عليه إنه من أغنى الناس في الحي.. بيعرض على الحج سلطان إنه يديله كل الفلوس المطلوبة من قِبل الضرايب مقابل إنه يجوزه بنته الصغيرة اللي لسه بتدرس، موقف يمكن بيمر على ناس كتير يومياً وبيحطهم في معضلة، المعضلة عبارة عن ياترى هتتخلى عن مبادئك مقابل إنك  تكمل حياتك؟ وما أكثر من يتخلون عن مبادئهم في كل دقيقة لا مبالين بما يسمى بالمبادئ، وما أقل الناس اللي بتتخلى عن مبادئهم مُرغمين في سبيل العيش.. 

بالرغم من ضعف الحج سلطان واحتياجه إلا إنه تمسك بمبادئه رافضاً إنه يجوز بنته أو بالأحرى يبيعها للتاجر اللي عرض عليه صفقته، وف كادر عظيم من كادرات العم عاطف الطيب بيتاخد الكادر من تحت وبيملاه عماد حمدي بهيبته وجباروته وهو واقف وكأنه ملك من ملوك الزمان مع إنه لا يملك أي شيء وفي أوج ضعفه واحتياجه وفي الهامش الراجل الغني اللي معاه فلوس وكأنه عبد بيستجدي العطف من سيده اللي مش راضي عنه وبيقف الحج سلطان بكل صلابة وشموخ وبيظهر وقتها الفرق مابين صاحب المبادئ وما بين مُعدمها...


تعليقات