سخط الإنسان وكرهه للتكنولوجيا ظهر في أفلام كتير بدايةً من
Metropolis
للألماني العبقري فريتز لانج عام 1928 ومروراً بشابلن في فيلم
Modern times
عام 1936
ويتجلى السخط ده بظهوره بشكل طاغي في أوديسا كيوبريك عام 1968 وعلى غرار الأوديسا في نفس الحقبة بيظهر Solaris لأندريه تاركوفسكي عام 1972 وفي الحقبة اللي بنعيشها حالياً بنشوف التكنولوجيا وخطورتها على الإنسان وتأثيرها النفسي في فيلم Her كمثال وطبعاً مسلسل Black mirror.. في وسط كل التناولات دي والطرح اللي كان عبقري من طرف كل من تم ذكرهم فوق بيظهر نور خافت عام 1975 وتحفة منسية للسيد أكيرا كورساوا...
أكيرا كورساوا بيقدم فيلم بسيط، بسيط جداً ولكنه يمكن واحد من أجمل التجارب اللي عشتها واتأثرت بيها..
في فيلم
Dersu Uzala
بنشوف ديرسو اللي عاش طول حياته في الغابة بين الأشجار والجبال والأنهار وانسجم مع الطبيعة لدرجة إن الطبيعة ادتله حب بمقدار حبه واحترامه ليها... ديرسو بيقابل جنرال بيقوم بعملية استكشافية وبيتصاحبوا ولما العملية تنتهي والسنين بتمر بتشاء الصدف ويلتقي الإتنين من تاني وبيعرض الجنرال على ديرسو الإقامة عنده في بيته.. ديرسو كان شخص حر، محب للطبيعة والجمال والبساطة وفجأه بيلاقي نفسه خاضع لقوانين من وجهة نظرة إن القوانين دي بتقيد الإنسان وبتمنعه عن الإستمتاع والتأمل في الطبيعة واكتشاف أسرارها.. كورساوا كان ساخط على التكنولوجيا وكاره للتطور وشايف إنه بيقيد حرية الإنسان وبدون تكلف وبكل بساطة بيظهر كورساوا ده على لسان ديرسو بجملة في غاية البساطة والجمال..
" How can men set sit in box "
البيوت غرضها إنها تحمينا وتكون ملجأ لينا لكن كورساوا شبه البيوت بصندوق.. قفص بيقيد الإنسان واستعجب ازاي الإنسان بيعيش جوه القفص ده وبيشعر بالحرية! وكأن القفص ده أصبح عائق قصاد الإنسان وبيمنعه عن الإستمتاع بالحياة... القفص هنا كان محاكاة للتكنولوجيا والعصر اللي أصبح الإنسان بيعيشه تحت قوانين صارمة ومقيدة للحريات بل وكمان بتتيح قتل كل ماهو جميل زي إن البشر مسموح ليهم يرموا مخلفاتهم في الأنهار ويحرقوا الأشجار ويقتلوا الحيوانات.. ديرسو في نهاية حياته أصابة ضعف النظر وأصبح شبه فاقد ليه زيه زي الإنسان المعاصر اللي التكنولوجيا أعمته عن الإستمتاع بالحياة والإنسجام مع الطبيعة واكتشاف جمالياتها... كورساوا كانت رسالته في الفيلم ده للبشر إنهم ميغموش عينهم عن الجمال، متغميش عينك عن الطبيعة متغميش عينك عن الفن وعيش حر..
تعليقات
إرسال تعليق