القائمة الرئيسية

الصفحات

عن فيلم La chimera - ما الحياة إلا حلم داخل حلم

على نفس نهج فيلمها 

"Happy as lazzaro"

 تسير المخرجة المخرجة الإيطالية أليشه رورفاكر هنا.


في فيلم العام الماضي La chimera أو الوهم. يتسم البطل " آرتور" بنفس صفات "لازارو/ عُزير"


 فكل منهما لا ينتمي لعالمه. يقوم عذير من موت طويل، أما آرتور والذي تشبه عودته عودة عوليس وفي انتظاره بينلوبي، فهو يعود من السجن حالمًا بمحبوبته "بينيامينا".


 في القطار يسأله الكمسري


- سيدي هل من الممكن أن أرى تذكرتك؟

*يعطيه آرتور التذكرة*

- تبدو تذكرتك غير مألوفة

*تعليق جانبي من إحدى راكبات القطار*

- تبدو وكأنها تنتمي إلى زمن آخر


يتبدى هنا عدم انتماء آرتور- ليس لزمنه فقط- بل لعالمه كله.



بينيامينا هي معادل دولسين ( حبيبة دون كيشوت الوهمية) بينلوبي ( زوجة عوليس)

 أريادن ( حبيبة تيسيوس - أسطورة الميناتور)

إذن ف بينيامينا هي الحبيبة المنتظرة لعودة المحب، والعاشق.


في مفتتح الفيلم نرى لمحة من ماضي آرتور بينما يغازل بينيامينا، شعور الحنين لدى آرتور هو من يدفع بالقصة للأمام، فيضطر آرتور لخلق عالمه من جديد- تصليح- عالمه الذي يكره- أملًا في الوصول لبينيامينا.


يعمل آرتور بنبش القبور، لاستخراج التحف المدفونة مع الموتى.


في بداية الفيلم نرى آرتور في القطار، تبدو بنية المشهد واقعية تمامًا، حتى ينطق الكمسري جملته

" أنت لا تعرف إلى أين ينتهي الحلم" 

كإشارة لما سيحدث ربما، أو للتذكير بأن كل ما يحدث، أو الحياة هي مجرد "حلم داخل حلم" إدجار آلان بو.

البداية في القطار تشبه بداية فيلم " مدينة النساء" للسيد فيلليني، ولا يخفى ميل المخرجة للواقعية السحرية- تحديدًا الإيطالية.

في فيلم مدينة النساء ينام البطل " ماستروياني" أثناء رحلته، يصحو في نهاية الفيلم، فيجد أن كابوسه المحبب لم يكن إلا مجرد حلم. 

هنا يصحو آرتور بعد رحلة شاقة في نفس القطار، تلك المرة في الليل، تقابله كل شخصيات القطار التي قابلها مسبقًا في بداية رحلته، تلك المرة يطالبونه باسترجاع أغراضهم التي دفنت معهم.

هنا القطار يصبح معبرًا عن لاوعي آرتور، ضميره المستمر في تعذيبه.


يتم وصف آرتور من قبل بعض الناس "بالأبله" آرتور ليس أبلها مثلا ك "عذير" وليس ميشكين آخر في استسلامه. 

بلاهة آرتور تكمن في اختلافه، بهبته السحرية المتجاوزة لواقعه، بتخيله المستمر لبينيامينا، في رفضه لعمله بنبش القبور- والذي يظهر من خلال إحساس مستمر بالذنب وندم، نكسة مستمرة نراها تتبدى في انقلاب عالم آرتور الداخلي- منعكس ذلك في انقلاب الشاشة رأسا على عقب حين اكتشافه مقبرة جديدة، ويتبين اختلاف آرتور عن محيطه تحديدا في اللحظة التي يكسر فيها أحد رفاقه رأس التمثال، قبلها كان آرتور يتأمل التمثال بإعجاب ووله، ويتجلى سخط آرتور فيما بعد، بعد تخيله لرفاقه وسبارتاكو في شكل مجموعة من الحيوانات، مادية، مستهلكة ووحشية، يتمرد آرتور حينها ويلقي برأس التمثال في المياه.


في نهاية الفيلم يكون آرتور على علم بمصيره، قبل النزول للحفرة، يعي آرتور بانتهاء ذلك العالم، والذي يبدو مخلوقًا في عقله هو.


" هذا العالم نشيده فينهار

ثم نشيده ثانية فننهار نحن"

ريلكه


تنهار الحفرة التي نزلها آرتور فوقه، هنا تنتهي صلة آرتور بذلك العالم.


بريق من بعيد، وخيط يمسك به آرتور من تحت الأرض، فوق الأرض حبيبته بينيامينا تشد الخيط، الخيط هو الصلة بين العالمين " إشارة للخيط الذي أعطته أريادن لتيسيوس في الأسطورة كي لا يضل العودة من متاهة الميناتور.


يعودان مع بعضهما من جديد، في إشارة لتلاقي العالمين، وتصالح آرتور مع بينيامينا، عودة آرتور لحبيبته هي عودة لذاته هو أيضًا، أما انقطاع الخيط الذي يحدث قبل احتضانهما لبعضهما فهو انقطاع الصلة بذلك العالم القديم، أو هو أقرب لكون الأمر لم يغدو أكثر من مجرد فكرة في عقل آرتور، المستغرق في وهمه، بالتالي فذلك الحلم الجميل لا يعبر إلا عن استحالة تلاقيهما.






- La chimera 2023

Alice Rohrwacher

أنت الان في اول موضوع

تعليقات